بنشترى راجل
اعتادنا على سماع هذه العباره منذ زمن طويل وغالبا كان يرددها الأب عندما يتقدم شاب لخطبة إبنته وخصوصا اذا ما كان هذا الشاب من أسرة متوسطة او لا يملك الكثير من المال المطلوب لتغطية تكاليف الزواج ولكن توسم فيه الأب مقومات الرجوله الحقيقيه والأخلاق الحسنه والأصل الطيب وجد فيه المواصفات التى تجعله يطمئن على مستقبل ابنته وشَعر بالأمان تجاه هذا الرجل فما اصعب ان يُسلم الأب ابنته لرجل غريب لا يعرفه مسبقا ولا يعلم هل سيصونها ويوفر لها الحب والأمان والأستقرار ام لا ، وكثيرا ما كنا نرى ان يقع الأب في حيره شديده عندما يتقدم شابين بنفس التوقيت لخطبة ابنته احدهم يملك الثروة دون الأخلاق والتدين المطلوبَين والآخر يملك الأصل والخُلق الحَسن دون الثروة وفي الماضي على الأغلب نجد الأب يفضل الإختيار الثاني لكي يطمئن على مستقبل ابنته لإستشعاره انه سلمها لمن يصونها ويحميها ويعاملها المعامله الطيبه مستشهدا بعبارة احنا بنشترى راجل ، وكأن الرجوله اغلى من الثروه ومن كنوز الأرض.
ولكننا الأن للأسف نجد المعايير تغيرت كثيرا واصبح المال سيد الموقف ومعايير الإختيار اختلفت تماما فنجد الأب يبحث لإبنته عن العريس الجاهز الذى يملك المال الوفير دون النظر لأخلاقه او أصوله أو مستوى تدينه فالمعايير الأساسيه فى الإختيار اصبحت كالتالي رصيد العريس بالبنك ومستوى رفاهية سيارته وموقع شقته او فيلته المتميز وغيرها من المعايير الظاهريه ،
ومن واقع تحليلي المتواضع أرى أن معايير الإختيار الحاليه للرجل وتقييمه بما يملكه فقط من إمتيازات ماديه دون النظر لمستوى تدينه وأخلاقه سبب رئيسي من أسباب الطلاق لأن فى الحقيقه المال سيوفر لأبنتك بعض وسائل الرفاهيه لكن لا يستطيع ان يوفر لها السعاده اذا ما اضطرت ان تعيش مع رجل بلا دين أو أخلاق ،وهذا ما يفسر تنازل بعض الزوجات عن جميع حقوقهم الماديه مقابل ان تنفصل عن زوجها الذى لا يشعرها بالأمان ولا يحترمها ولا يعاملها بما يرضى الله فهو رغم ثرائه لكنه فقير أخلاق ودين وهذا لا يعنى أن نحكم على جميع الرجال الأثرياء بأنهم سيئين بل بالعكس أغلبهم على خلق ودين ولكن العيب أن نحكم على الرجل بحجم ثروته دون النظر لتدينه وأخلاقه فالمقصود هنا معيار الحكم او الإختيار ، ولكن ليس عيبا ابدا ان يختار الأب لإبنته زوج ثرى ولكن يجب ان يضع فى اعتباره أولا المعايير الدينيه والأخلاقيه يليها مستوى ثرائه.
ولأننا اصبحنا الأن بزمن تختار البنت فيه شريك حياتها بنسبه كبيره من الحريه أتمنى أن تعي كل بنت معايير الإختيار الصحيح للشخص الذى سوف يشاركها باقي عمرها يجب أن نرجع لمفهوم جملة بنشترى راجل يجب ان يكون رجلا حقا يستطيع ان يتحمل المسئوليه وأن يصونها هى وأولادها و يجب أن تضع الفتاة فى الإعتبار أيضا مستوى طموح الرجل وذكائه فإذا كان طموحا وذكيا أستطاع ان ينجح مستقبلا ويملك الثروه لكن الشيئ الذى يصعب إنجازه او الوصول اليه هو ان يكون رجلا بمعنى الكلمه يملك الأخلاق او الأصل لأن هذه الصفات عزيزتى لا تشترى بالمال أبدا فهى صفات وجينات وتربيه نشأ عليها منذ الصغر.
نصيحه لا تغتري عزيزتى بالمظاهر فهي غاليا خادعه بل إبحثي عن الجوهر وإختاري الرجل الذى تتمنيه أبا لأولادك بالمستقبل ببساطه اشترى رجلا يصونك ويحترمك ويجعلك ملكه فى عيون كل من حولك أعتقد لو التزمت الفتيات بهذه المعايير فى الإختيار لن نجد مستقبلا هذه النسب المرتفعه من حالات الطلاق و ما تسببه من دمار للأسره وتشريد للأطفال سوف نحافظ على كيان المجتمع وننشيئ اجيالاً متوازنه نفسيا لأنها نشأت فى بيوت يملأ أركانها الحب والإحترام والرقي بيوت يديرها رجالاً اسوياء نفسيا يدركون جيدا مسئولياتهم
لذا عزيزتى يجب أن تشترى رجلا